Wednesday, March 14, 2018

انا ومعلمتي !

محمود الأحمد ينشر مقالتهُ بعنوان انا ومعلمتي!



في السادس عشر من عمري وانا في مرحلة الرابع الإعدادي. كان هناك مُدَرِسةٌ جميله في ماده الرياضيات ذو جسم رشيق ووجه ابيض منير وفمها الجميل المرسوم بقليل من احمر الشفاه الوردي وعينان عسليتان وحواجب كالسيف. واحدة من عاداتي التحديق في النساء الجميلات لكن هذه المره الامر كان مختلفاً. ربما تضن إن فارق العمر بيننا مستحيل وان الحكاية من وحي الخيال لكن تابع القراءة إلى النهايه .
كان بيتنا يقع في منطقة شبه ريفيه وشارعنا الصغير المتواضع الذي أذكر تفاصيلهُ شبرا شبرا. في ساعات الليل الشتويه البارده كان زميلي حيدر يأتي كل ليله كي نجلس(على جذع نخلة تغير لونه من الجوزي إلى الأبيض من كثرة الجلوس عليه ربما،) ونتسامر أغلب نقاشاتنا حول النساء وجمالهن وكيف لنا أن نقاوم ذلك ونحن في عمر المراهقة. فكرت كيف اصل اليها حتى وان كلفني الأمر،،، بعد تفكير وتخطيط طويل الأمد انا وزملائي رفاق الاعدادية استطعت الوصل إليها والحصول على رقم هاتفها...تباً لمكر الرجال . في المدرسة كنت دائما ابحث عن الحجج (معادلات تفاضلية وبعض التمارين الصعبة ) من أجل التحدث معها لااقتراب منها او لجعلها تشعر بالاهتمام ربما،، كانت تبتسم كل مره لأنها تعرف ان غايتي ليس السؤال بل غايات أخرى وانا رأيت ذلك في عينيها شعرت بأن الابتسامة إشارة للاقتراب منها كل هذا التحليل من خبرتي في النساء رغم صغر عمري. لم استطع الصبر قررت الاتصال بها من رقم مجهول كانت متجاوبة معي في اول اتصال (كان في ليلة ربيعية جميله) قالت لي : انت وين شايفني * اجبتها ( انتي معلمة وحلوة وانا شفتج وانتي ترحين للدوام) لم أكن ارغب بقول اسمي كنت ارتجف لحظتها من شدة الخوف،، لكن بعدما رأيت ذلك قررت البوح بتفاصيلي في مكالمات أخرى.. سارت الأمور بشكل طيب لمدة أسبوعين . لم اكتم سري تكلمت بعلاقتي معها لبعض الطلبة ...لكن الغريب أنهم قاموا بأخبار مدير المدرسة ربما كرها وبغضا اوبسبب عجزهم على فعل ما وصلت إليه،، قامت إدارة المدرسة بالتحقيق بالأمر وكشفه بطريقتهم وبالدليل القاطع.. تم إقامة مجلس مدرسين وقررت الاداره اما فصلي لمدة عام كامل أو نقلي لمدرسة أخرى. وقتها نزلت دموعي لااراديا وقلت للمدير(استاذ مستقبلي راح يضيع) قال انك تستحق هذا كنت أخشى أن افصل لمدة عام وتتحطم احلامي المرسومة لاكون طبيب. والخوف إن كيف اخبر اهلي بالموضوع ..كانت اكبر مشكلة مررت بها في حياتي ضننت ان والدي سوف يقتلني حد الموت .. لكن والدي الذي كان يملك ٦٠ عاما من الحكمة! قال لي :( أنا ماراح اضربك لكن صحح خطائك ب طريقتك والعواقب انت تتحملها) لهذا التصرف جعلني اشعر بذنب اكبر مما لو انه قتلني؛،،لم أكن أهتم لانتقادات الناس لي بل جعلتها دافع لي . منذ يومها وعدت نفسي ان افعل شئ كي ينسي اهلي كل هذا.. وها أنا اليوم في كلية الطب لاكمل ما وعدت نفسي واهلي به
.. .
.
.
#النهاية
#من_ليس_له_ماض_ليس_له_حاضر
تم الكتابة بتاريخ : الأربعاء ١٤، مارس، ٢٠١٨
وانا في القسم الداخلي
في مدينة الفلوجة
د.محمود الأحمد




التعبيراتالتعبيرات